X
 
 
 
ACCUEIL / ÉVÉNEMENTS / Commemoration Mass in the memory of the 4th of August Beirut Port Explosion
 
Commemoration Mass in the memory of the 4th of August Beirut Port Explosion


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

A mass presided by the Maronite Archbishop of Beirut, Archbishop Boulos Abdel-Sater, on the fourth of August in commemoration of the souls of the martyrs of the Beirut port explosion, in the presence of General President Marie Antoinette Saade, at the church of the Lebanese Hospital Geitaoui - UMC.

عظة المطران بولس عبد الساتر في القدّاس الإلهي الذي ترأسه من كنيسة المستشفى اللبناني الجعيتاوي - الجامعي بعد مرور عام على انفجار مرفأ بيروت

المجد لله الآب مصدر كل محبة وحياة وتعزية، المجد لله الإبن الذي انتصر على الموت والذي يعطينا كل يوم الحياة التي لا تنتهي، المجد لله الروح الذي ينفخ فينا كل يوم المحبة والغفران والتسامح والتعاون والأخوّة والتضامن كما روح الحق والجرأة في عدم السكوت عن الظلم والشر.

أشكركم جميعًا، إداريين ومسؤولين وطاقم طبي وتمريضي وموظفين، على كلّ ما قمتم وتقومون به وعلى كل تعبكم وجهدكم، ولاسيما منذ عام في الرابع من آب.

نحن نحتفل بالقداس في هذا الصباح لأننا لا نعتبر أن الرابع من آب هو يوم موت، بل هو يوم الانتصار على الموت وعلى الشر مع يسوع المسيح. صحيح أننا فقدنا أشخاصًا نحبهم، وأن بيننا من لا يزال يتألم جسديا، ولكننا في هذا القداس نقول لمن يريد أن يميتنا أننا لا نموت مع يسوع المسيح، لأننا نؤمن أن الموت جسر عبور نحو الحياة في قلب الله.

نريد الحقيقة والعدالة بشكل أساسي وان يحمل كل متورط في هذا الجرم الكبير مسؤوليته، ولكن علينا نحن المؤمنين أن نغلب الشر بالخير والمحبة كما فعلتم أنتم حين طببتم الجرحى والمصابين، وإذا أردنا أن نكمل مسار الانتصار على الشر فعلينا اليوم أيضا أن نتحلى بالمحبة وبالتوبة، وأن نسامح من لا يمكن أن نسامحه.

فلنلغِ اليأس من حياتنا، فلنقف ونتغلب على الشر مهما اعتقدنا أنه مستفحل في بلدنا. اليوم هو الوقت الذي نغير فيه الامور، ليس بالغضب والعنف والشغب، بل عندما نبدأ بتغيير أنفسنا وعندما نقوم بخيارات صحيحة في الاستحقاقات المستقبلية.

أنهي عظتي بكلمات الانجيل حين قال لنا ربّنا: "لا تخافوا أنا معكم". هذا إيماننا وتاريخنا وقدوتنا يوميا في خطواتنا لنغلب الشر بالخير.

كلمة الرئيسة العامة الأم ماري أنطوانيت سعادة، في ذكرى الرابع من آب

يقول القدّيس يوحنّا في سفر الرؤيا: "ورأيتُ السّماءَ مفتوحةً، وإذا فرسٌ أبيض يُدعى فارسُه الأمينُ الصّادق، وبالعدلِ يقضي ويحارب . وكانت تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جيوشُ السّماءِ لابسةً كتّانًا ناعمًا أبيضَ خالصًا" (رؤيا 19: 11 و 14)

سيادة المطران بولس عبد الساتر، راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة، السّامي الاحترام، آبائي الأجلّاء، أخواتي الرّاهبات

حضرة البروفيسور بيار يارد وأختي هاديا، مديري المستشفى اللبنانيّ الجعيتاويّ

حضرة الأطبّاء، والممرّضات والممرّضين وكلّ العاملين في المستشفى، الأعزّاء

المسيحُ قام ! ونحنُ شهودٌ على قيامتِهِ!

بيروت شاهدة على قيامتِهِ! وأنتم شهودٌ على قوّة قيامتِهِ العاملة في كلِّ إنسان صالح الإرادة

في الرّابع من آب الماضي، كانَ الموتُ يخيِّمُ على كلّ زاوية من زوايا العاصمة ولبنان. وكنتُ في طريقي من الدير الأمّ في عبرين البترون إلى بيروت لا أرى أمامي ولا أسمع إلّا أخبار الدّمار والضحايا والغيمةُ السّوداء جاثمة على صدري كما على صدرِ كلِّ لبنانيّ في لبنان والعالم

وكنتُ كلّما اقتربتُ من بيروت، وسِرْتُ على حطام الزّجاجِ المتراكم على طرقاتِها، تزدادُ الصورةُ سوادًا في ذهني. كانت "السّماء مفتوحة" لا لتُمطرَ بركاتٍ وعجائبَ فقط، وما أكثرَها في هذا اليوم ! – بل لتستقبلَ أرواحَ أخواتٍ لنا وإخوة أبرياء مسالمين مرتاحين إلى أعمالهم وعائلاتهم

كنتُ أمام مشهدٍ من مشاهد "نهايات الأزمنة" كما في الأفلامِ والقصص الخرافيّة

كان كلُّ شيءٍ أسودَ إلى حين وصلتُ إلى باحاتِ المستشفى اللبنانيّ الجعيتاوي! هنا، كما في سفرِ الرؤيا، كانت ملائكةُ الرّحمة بلباسِها الأبيض، "جيوشُ السّماءِ لابسةً كتّانًا ناعمًا أبيضَ خالصًا"، تعملُ فوقَ ركامِ المستشفى، على استقبال الجرحى وتقديم الإسعافات وإجراء العمليّات الاضطراريّة

نعم، رأيتُكم أنتم أخواتي الرّاهبات الممرّضات في المستشفى، ورأيتُكم أيّها الأطبّاء، ورأيتكم ممرّضات وممرّضين ومُسعفين، تداوون جراحَ أهالي بيروت بأيديكم المتجرّحة وبأجسادِكم المُصابة هي أيضًا بشظايا الانفجار وبذعرِ الفاجعة

من أينَ أتيتم بكلِّ هذا الحبّ؟ ومن أينَ استمدّيتم كلّ هذه القوّة؟ أصلًا، كيف وصلتم بدقائق من بيوتكم لتساندوا رفاقَكم الّذي كانوا في المستشفى؟

أليست هذه قوّة القيامة والإيمان بالله وبالإنسان؟ أليست هذه أسمى تعابير الانتماء إلى هذه المؤسَّسة الإنسانيّة – المؤسّسة العائلة الّتي تنتمون إليها؟ وتعابير الانتماء للبنان، لبنان الحقيقيّ الّذي نُحِبّ ونحمي ونصون لا بمظاهرِ الموت والسّلاح المدمِّر، بل بتعابير الحياةِ الّتي تشفي وترفق وتعمّر. فلكم أوّلًا بعد الله الشكر على محبّتكم ومهنيّتكم العالية

الشكرُ للربّ الّذي ظلّلَ مستشفانا وكلّ مَن فيه بيدِ عنايتِه، فلَم يفقدْ في هذا الحادث المأساويّ أيًّا من مرضاه ومن موظّفيه والعاملين فيه: " يسقطُ عن جانِبكَ ألفٌ وعن يمينِكَ عشرةُ آلاف ولا شيءَ يُصيبك"(مز ٩١:٧)، يقول صاحب المزامير.

الشكرُ لمئات بل لآلافِ المتطوّعين – منهم من نعرف أسماءَهم ومنهم مَن لا نعرف عنهم إلّا أنّهم أصحاب القلوب الكبيرة الشابّة السخيّة – الّذين لم يتركونا لأيّامٍ وساعدونا على رفع الرّكام عن المستشفى

الشكرُ لأصدقاءِ الجمعيّة والمستشفى ولبنان في الدّاخل والخارج الّذي هبّوا لنجدتِنا معنويًّا وماديًّا. بفضلِهم استعادَ المستشفى رسالته بأسابيعَ قليلة، وها إنَّ مهمّةَ إعادةِ إعمارِهِ قد شارفت على نهايتها بعد مرور عامٍ

الشكرُ للكنيسة الجامعة بشخصِ قداسة البابا أوّلًا الّذي أوفدَ أمين سر حاضرة الفاتيكان لتفقّد المستشفى، ولغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الرّاعي، ولكم يا صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر، راعي أبرشيّة بيروت الجريحة الّذي ما أهملتم لحظة الاطمئنان عنّا والوقوف إلى جانبنا

خلالَ سنةٍ تتالَتْ فيها التّحديّات وتفاقمت، من الانفجارِ الكبير إلى تجهيزِ طوابقَ عدّة لاستقبالِ مرضى الكورونا، إلى الأزمةِ الاقتصاديّة الحادّة الّتي تصيب لبنان، والانهيار الماليّ الكبير، وفيما كلُّ واحدٍ منكم أيّها الأطبّاء والممرّضات والممرّضين والموظّفين منكبٌّ بحبٍّ كبير على تتميمِ رسالتِهِ، كنتما - أختي هاديا أبي شبلي وأخي الدكتور بيار يارد -، حارسَين أمينين تسهرانِ بأمانةٍ وصلابةٍ على الوديعة. نذكرُكما اليوم أمام مذبح الربّ. إنّ المسؤوليّةَ الموكلة إليكما جسيمةٌ بالفعل، خصوصًا في هذه الظروف، ولكنّكما برهنتما عن إيمانٍ كبير وثقة بالله ومهنيّة واحترافيّة مثاليّتين، مكّنتكما أنْ تخطّطا وتديرا أمورَ الأرض بالاتّكال على مدبّرِ كلِّ شيء، وشعارُكما قولُ الأبِ المؤسّس البطريرك الحويّك: "الله يدبّر"

أخواتي الراهبات، أخواتي، إخوتي، جميعًا في المستشفى اللبنانيّ الجعيتاويّ، بإمكانِكم أنْ تتّكلوا على صلاةِ كلِّ راهبة من راهبات العائلة المقدّسة ومحبّتِها وتقديرِها لما أنتم عليه ولما تقومون به، وعلى شفاعةِ المكرّم البطريرك الياس الحويّك.

رغمَ الجرح الكبير الّذي ما زال يُوجعُنا ويوجعُ كلَّ لبنانيّ، إلّا أنّكم مصدرُ عزاءٍ لنا ومصدرُ إلهامٍ وقوّة للبنان وللكنيسة الشاهدة على قوّة قيامة يسوع

مرّةً أخرى، نشهدُ، بقولنا والعمل: "المسيح قام، حقًّا قام". آمين

 

                                 

 

 
Alimenté et CONÇU PAR Asmar Pro